والتقدير: إنْ لا تتوبا فقد صغت قلوبكما، وإنما قال: {قُلُوبُكُمَا} وهما اثنان ولم يقل: قلباكما، لأنَّ أعضاء الوتر (?) إذا أضيفت إلى اثنين جاز أن تجمع في موضع التثنية لعدم الالتباس، ولأن التثنية جمع، وإنما وضعت لها صيغة مفردة لتتميز عما هو أكثر منها، ولو قيل: قَلْبَاكُما جاز (?)، وأنشد:
598 - ومَهْمَهَينِ قَذَفَينِ مَرْتَينْ ... ظَهراهُما مثلُ ظُهُورِ التُّرْسَينْ (?)
فأتى فيه بهما كما ترى.
وقوله: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} يجوز أن يكون {هُوَ} مبتدأ خبره {مَوْلَاهُ}، والجملة خبر (إِنَّ)، وأن يكون {هُوَ} فصلًا والخبر {مَوْلَاهُ}.
وقوله: (جبريلُ) يجوز أن يكون معطوفًا على {مَوْلَاهُ} على معنى: الله وليه وجبريل وليه، فلا يوقف على {مَوْلَاهُ} ولكن يوقف على (جبريلُ). وأن يكون مبتدأ، {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} عطف عليه، (الملائكةُ) عطف أيضًا، و {ظَهِيرٌ} خبر المبتدأ وما عطف عليه، وجاز ذلك لأنَّ فعلًا يقع على الواحد وعلى الجمع كفعول، وفي التنزيل: {خَلَصُوا نَجِيًّا} (?)، وفيه: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي} (?) فظهير كنجي، وقال:
599 - * دَعْها فما النحويّ من صديقِها (?) *