الكلام حذف مضاف تقديره: اتخذوا إظهار إيمانهم جُنَّة، أي: وقاية وسترة، فحذف المضاف.
وقوله: {إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قد جوز أن تكون {مَا} موصولة في موضع رفع بـ {سَاءَ}، وما بعدها صلتها، والعائد محذوف، أي: ساء الشيء الذي كانوا يعملونه، فحذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه.
وأن تكون موصوفة في موضع نصب، أي: ساء شيئًا، وما بعدها صفتها، والهاء أيضًا محذوفة من الصفة، وحذفها من الصلة أحسن من حذفها من الصفة.
وأن تكون مصدرية في موضع رفع بـ {سَاءَ}، ولا حذف على هذا، أعني حذف العائد، أي: بئس العمل عملهم وهو النفاق، وقد مضى الكلام على نحوها في البقرة بأشبع من هذا (?).
{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (4)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {كَأَنَّهُمْ} في موضع نصب على الحال من الهاء والميم في قوله: {لِقَوْلِهِمْ}، أي: مشبهين خُشُبًا. وقيل: هو كلام مستأنف لا محل له (?).
و{خُشُبٌ} قرئ: بالضم، وهو جمع خَشَب، كأُسُد في أَسَدٍ. وبالإسكان (?)، وهو جمع خَشَبةٍ، كَبُدْنٍ في بَدَنة، وعن اليزيدي أنّه قال: