قوله عز وجل: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ} (ما) شرطية منصوبة الموضع بـ {قَطَعْتُمْ}، كقوله عز وجل: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} (?) وجواب الشرط قوله: {فَبِإِذْنِ اللَّهِ} و {مِنْ لِينَةٍ} في موضع نصب على التمييز. و {لِينَةٍ} فِعْلَةٌ، إما من اللون، وأصلها: لِوْنَة، بشهادة قولهم في جمعها: ألوان، فقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها كالدِّيمة، وجمعها: لِينٌ، وجمع اللين: لِيانٌ، كذئب وذئاب. وإما من لان يلين، فياؤها على هذا أصلية وليست بمنقلبة، واختلف في اللينة، فقيل: ضَرْبٌ من النخل (?). وقيل: كِرامُ النخل (?)، كأنهم اشتقوها من اللين. وقيل: ألوان التمر سوى العجوة والبرني (?). وقيل: سوى العجوة، والعرب تسمى ألوان التمور إذا اجتمعت ما لم يكن فيها عجوة: لِينٌ جمع لينة (?).

وقوله: {أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً} انتصاب قوله: {قَائِمَةً} على الحال من الضمير المنصوب في {تَرَكْتُمُوهَا} الراجع إلى {مَا}، وأُنث لأنه في معنى اللينة.

وقرئ: (قائمًا على أصوله) (?) ردًّا على لفظ {مَا} دون معناها. و (قُوَّمًا) (?)، وهو جمع قائم، كشُهَّدٍ في جمع شَاهدٍ، و (على أُصُلِها) بضم الصاد من غير واو (?)، وذلك يحتمل وجهين: أن يكون جمع أصْلٍ، كرُهُنٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015