وقوله: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} اختلف في (إذ) هنا، فقيل: هي بمعنى (إن) الشرطية، كقوله: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} (?). قيل: هي لما مضى والمراد بها الاستقبال، كقوله: {إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} (?). وقيل: هي على بابها على معنى: إنكم تركتم ذلك فيما مضى فتداركوه بإقامة الصلاة (?).
وقوله: {وَتَابَ اللَّهُ} عطف على {لَمْ تَفْعَلُوا} لأنه في معنى المُضيِّ.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)}:
قوله عز وجل: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ} الجمهور على فتح الهمزة، وهو جمع (يمين)، أي: اتخذوا أيمانهم الكاذبة ولمحاية لدمائهم وأموالهم، وقرئ: (إِيمانهم) بكسرها (?)، والمراد به الإيمان الذي هو التصديق، وفي الكلام حذف مضاف، والتقدير: اتخذوا إظهار إيمانهم وقاية، فحذف المضاف.
{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ