فجمع بينهما كما ترى.
وقوله: (وما نَزَّلَ) في موضع جر عطفًا على {لِذِكْرِ اللَّهِ} أي: وَلِمَا نَزّله الله على رسوله من الحق، و (ما) موصولة، ويجوز أن تكون مصدرية، وقرئ: (نَزَلَ) بالتخفيف (?)، والمنوي يعود إلى {مَا}، أي: نزل هو بإنزال الله جل ذكره إياه، و {مَا} على هذه القراءة موصولة لا غير، إذ لو جعلتها مصدرية لبقي الفعل بلا فاعل، والموصول بلا عائد، وأما مَن شَدّد (?)، فـ {مَا} يحتمل أن تكون موصولة، وأن تكون مصدرية، لأن المنوي في الفعل لله جل ذكره لا لـ {مَا} فاعرفه.
وقوله: {وَلَا يَكُونُوا} يجوز أن يكون عطفًا على {أَنْ تَخْشَعَ} فيكون نصبًا، وأن يكون نهيًا لهم فيكون جزمًا. والجمهور على الياء فيه النقط من تحته لأنهم غيب، وقرئ: (ولا تكونوا) بالتاء (?) على الالتفات.
وقوله: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ} قرئ: بتشديد الصاد والدال فيهما (?)، والأصل: المتصدقين والمتصدقات، اسم الفاعل من الصدقة، فأدغمت التاء في الصاد بعد قلبها صادًا، يعني الباذلين للصدقة والباذلات لها، تعضده قراءة من قرأ على الأصل: (المتصدقين والمتصدقات)، وهو أبي بن كعب رضي الله عنه (?).