وقوله: {انْظُرُونَا} أي: انتظرونا، من نظرت بمعنى انتظرت، كقوله: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} (?)، أي: غير منتظرين إدراكه، وقرئ: (أَنظِرونا) بفتح الهمزة (?)، أي: أَخِّرونا، يقال: أنظرته، إذا أخرته، والمعنى: أمهلونا.
وقوله: {قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ} (وراءكم) تأكيد لقوله: {ارْجِعُوا} لأنه أيضًا في معنى ارجعوا، كأنه قيل: ارجعوا ارجعوا، ففي {وَرَاءَكُمْ} ضمير، وهو من الأسماء التي سميت بها الأفعال، كما تقول: وراءك زيدًا، وليس بظرف لقوله: {ارْجِعُوا} كما زعم بعضهم لعدم الفائدة، لأن لفظ الرجوع يغني عنه (?)، والباء في قوله: {بِسُور} صلة، أي: سور (?).
وقوله: {لَهُ بَابٌ} ابتداء وخبر، والجملة ضفة لقوله: {بِسُورٍ}. {بَاطِنُهُ}: مبتدأ، {الرَّحْمَةُ}: مبتدأ ثان، و {فِيهِ} خبره، والجملة خبر عن المبتدأ الأول، والمبتدأ الأول وخبره في موضع الصفة لـ {بَابٌ}. و {يُنَادُونَهُمْ} مستأنف.
وقوله: {وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الجمهور على فتح الغين، وهو الشيطان، وقرئ: (الغُرور) بضمها (?)، وهو مصدر بمعنى الاغترار، فالفتح اسم الفاعل، والضم مصدر.