وقوله: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} (كُلًا) نصب على أنه المفعول الأول لـ {وَعَدَ}، و {الْحُسْنَى} المفعول الثاني، أي: وعد الله كُلًا من المنفق قبل الفتح والمنفق بعده الحسنى، أي المثوبة الحسنى، وهي الجنة على ما فسر (?).
وقرئ: (وكلٌ) بالرفع (?) على أنه مبتدأ، لأن المفعول إذا تقدم ضعف عمل الفعل، والجملة التي هي بعده خبره على تقدير العائد، والتقدير: وكلٌّ وعده الله الحسنى، ثم حُذف كما يحذف من الصِّلات والصفات نحو: {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} (?)، {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ} (?)، أي: بعثه، ولا تجزي نفس فيه، ومنه قوله الشاعر:
590 - ..................... ... فَثَوْبٌ نَسِيتُ وَثَوْبٌ أَجُرّ (?)
والتقدير: ثوب نسيته وثوب أجره.
وقوله: (فيضاعفُه) قرئ: بالرفع عطفًا على {يُقْرِضُ}، وبالنصب على جواب الاستفهام حملًا على المعنى، وقد ذكر في البقرة بأشبع من هذا (?).
{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)}: