وقوله: {وَنَهَرٍ} فيه وجهان، أحدهما: في أنهار، فاكتفى باسم الجنس عن الجمع. والثاني: هو السعة والضياء من النهار، لأن الجنة لا ليل فيها، وأصل الكلمة من السعة، انتهر: إذا اتسع، وأنهر الفتق: وَسَّعَهُ، ومن السعة أيضًا: النهر والنهار.

والجمهور على فتح النون والهاء في قوله: {وَنَهَرٍ}، وهو واحد في معنى الجمع، وقد ذكر آنفًا، وقرئ: (وَنُهُرٍ) بضم النون والهاء (?)، وهو جمع نَهَر، كأُسُدٍ في أَسدٍ، وَوُثُنٍ في وَثَنٍ، ويجوز أن يكون جمع نَهْرٍ، كرُهُنٍ وسُقُفٍ، في جمع رَهْنٍ وسَقْفٍ.

وقوله: {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ}: يجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، وأن يكون بدلًا من قوله: {فِي جَنَّاتٍ}، أي: في مجلسِ حَقٍّ لا لغوَ فيه ولا تأثيمَ، كما يكون في أمكنة الدنيا، والله تعالى أعلم بكتابه.

هذا آخر إعراب سورة القمر

والحمد لله وحده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015