قوله عز وجل: {وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ} أي: ونحن نعلم. ومحل الجملة النصب على الحال. و {مَا}: يجوز أن تكون موصولة، والضمير في {بِهِ} يعود إليها، وأن تكون مصدرية، والضمير في {بِهِ} يعود إلى الإنسان، والباء على هذا في {بِهِ} للتعدية، أي ما تجعله موسوسًا، لأنهم يقولون: حَدَّثَ نفسَه بكذا، كما يقولون: حدثته به نفسُه، قاله الزمخشري (?).
وقوله: {مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} أي: من حبل العرق الوريد، والوريد عرق في باطن العنق، [ويسمى أيضًا حبل العاتق] (?)، وسمي وريدًا، لأنه العرق الذي ينصبّ إليه ما يرد من الرأس، وهما وريدان عن يمين وشمال، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- (?)، وهو المعروف في اللغة. وقيل فيه غير هذا، ولا يليق ذكره في هذا الكتاب، وهو فعيل بمعنى مفعول، أي: مورود.
وقوله: {إِذْ يَتَلَقَّى} (إذ) ظرف لقوله: {أَقْرَبُ}، قيل: وساغ ذلك، لأن المعاني تعمل في الظروف متقدمة ومتأخرة (?).
وقوله: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} {قَعِيدٌ} مبتدأ و {وَعَنِ الشِّمَالِ} خبره، والتقدير: عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد، ثم حذف الأول لدلالة الثاني عليه، هذا مذهب صاحب الكتاب رحمه الله، وأنشد:
579 - نَحْنُ بما عندنا وأنتَ بما ... عندكَ راضٍ والرأْيُ مُخْتَلِفُ (?)
أي: نحن بما عندنا راضون، وأنت بما عندك راض. ومنه:
580 - .... كنت منه ووالدي ... بريًّا ............................. (?)