وقوله: {مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} في موضع الحال من المنوي في الخبر، وسيما فِعلا من السُّومَةِ، وهي العلامة، وفيه ثلاث لغات: السيما بالقصر، والسِّيماء، والسِّيمْيَاء بالمد، وأُنشد:
574 - غُلامٌ رَمَاهُ اللَّهُ بالحُسْنِ يَافِعًا ... لَهُ سِيْمِيَاءُ لا تَشُقُّ عَلَى البَصرْ (?)
أي يفرح به من ينظر إليه.
وقوله: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ} ابتداء وخبر. {فِي التَّوْرَاةِ}: في موضع الصفة للمثل، لأنه نكرة وإن أضيف إلى المعرفة، وقد تم الكلام إن شئت وتبتدئ: {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ}، فـ {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} مبتدأ، والخبر {كَزَرْعٍ}، على أن لهم صفتين، إحداهما: {فِي التَّوْرَاةِ} والأخرى {فِي الْإِنْجِيلِ}. وإن شئت عطفت {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} على المثل الأول، على أن ذلك الوصف العجيب الشأن كائن في الكتابين، أي: وُصفوا فيهما بأنهم أشداء على الكفار رحماء بينهم ركع سجد سيماهم في وجوههم من أثر السجود، ثم تبتدئ بقوله: {كَزَرْعٍ}، على: هم كزرع، فيكون في موضع رفع، ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال من المنوي في التوراة والإنجيل، أي: كائنين كزرع (?).
وقوله: {أَخْرَجَ شَطْأَهُ} في موضع جر على النعت لـ (زرع)، وشطء الزرع والنبات: فراخه، والجمع: أشطاءٌ وشُطُوء (?).