{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11)}
قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} يجوز أن يكون خبر {إِنَّ}: {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ}، و {يَدُ اللَّهِ} خبر بعد خبر، أو مستأنف، وأن يكون الخبر {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ}، و {إِنَّمَا يُبَايِعُونَ} تأكيد لاسم {إِنَّ}، تعضده قراءة من قرأ: (إنما يبايعون لله) بلام الجر (?)، أي: إنما يبايعونك لأجل الله ولوجهه، وحذف المفعول الثاني لقربه من الأول، ولكونه بلفظه وعلى وصفه، وهو تمام بن عباس بن عبد المطلب (?)، و {يَدُ اللَّهِ} مبتدأ، و {فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} الخبر.
وقرئ: (فإنما ينكث) بضم الكاف وكسرها (?)، وهما لغتان، غير أن الضم أشيع، والنكث بالفتح المصدر، وبالكسر المنكوث.
و(بما عاهد) و (بما عهد) (?)، والمعاهدة والعهد بمعنىً، كالمعاقدة والعَقْدِ.