وقوله: (والله يعلم أَسرارهم) قرئ: بفتح الهمزة (?)، وهو جَمع سِر، جُمع لاختلاف ضروب السر، أي: والله تعالى يعلم جميع ما يسرون من الأقوال، وقرئ: (إسرارهم) بكسرها (?)، وهو مصدر أسر الشيء، إذا أخفاه.
وقوله: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ} عامل الظرف محذوف تقديره: فكيف يعملون وما حيلتهم في ذلك الوقت؟ وقيل: التقدير: كيف لا يعلم حالهم حينئذٍ وهو يعلم أسرارهم؟ وقيل: كيف يدفعون العذاب عن أنفسهم حينئذٍ؟ .
والجمهور على التاء الواقعة بعد الفاء في {تَوَفَّتْهُمُ}، وقرئ: (توفاهم) بألف مكان التاء (?)، وفيه وجهان: أحدهما: ماضٍ، وهو الوجه لتكون جامعًا بين القرائتين. والثاني: مضارع وقد حذفت إحدى تاءيه، كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ} (?). و {يَضْرِبُونَ} في موضع الحال إما من {الْمَلَائِكَةُ}، أو من الضمير المنصوب، وجاز ذلك لعود الضمير إليهم من الجملة.
وقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ} مبتدأ وخبر، أي: ذلك الضرب الموصوف، أو ذلك التوفي الموصوف كائن بسبب كيت وكيت.
{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29) وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (30)}: