فالعقاب مبتدأ، و (أولى) خبره، و {لَهُمْ} من صلة الخبر، ثم حذف المبتدأ للعلم به.

وقيل: هو مبتدأ و {طَاعَةٌ} خبره، أو {طَاعَةٌ} مبتدأ وخبره (أولى لهم) أي: طاعة وقول معروف أولى لهم من الجَزَعِ عند الجهاد. و (أولى) على هذين القولين لا يكون للتحذير والوعيد.

وقيل: (أولى) هنا فعل ماض على أفعل، أي: أولاهم المكروهَ، فحذف المفعول الثاني، وأدخلت اللام على المفعول الأول تأكيدًا للفعل.

وعن المبرد: (أولى لهم) كلمة تقال: لمن كاد يَعْطَبُ ثم يُفْلِتُ، تقول: أولى لك، أي: قاربتَ العطبَ ثم نجوتَ، قال: وهو في القرآن على معنى التحذير (?).

{طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)}:

قوله عز وجل: {طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ} يجوز أن يكون متصلًا بما قبله على ما ذكر آنفًا، وأن يكون منفصلًا عما قبله مستأنفًا، أي: طاعة وقول معروف خير لهم أو أحسن وأمثل من غيرهما، فهو مبتدأ محذوفُ الخبر. وقيل بالعكس، أي: أمرنا طاعة وقول معروف، فحذف المبتدأ، تعضده قراءة من قرأ: (يقولون طاعة وقول معروف) (?)، فهي حكاية قولهم. وقيل: التقدير: أيها المنافقون قولوا لله طاعة، أي: لك طاعة، فطاعة مبتدأ، ولك خبره. وقيل: {طَاعَةٌ} نعت لـ {سُورَةٌ}، أي: فإذا أنزلت سورة ذات طاعة، فحذف المضاف (?).

والقول المعروف: ما فيه رضا الله سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015