وقوله: {وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} أي: وأعطاهم جزاء تقواهم. وقيل: أعانهم عليها، ووفقهم لها (?). والمنوي في (زاد) لله جل ذكره، وقيل: لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (?).
وقوله: {أَنْ تَأْتِيَهُمْ} الجمهور على فتح {أَنْ تَأْتِيَهُمْ} على أنها مصدرية، ومحلها النصب على البدل من {السَّاعَةَ}، وهو من بدل الاشتمال، وقرئ: (إنْ تأتهم) بالكسر (?)، والوقف على {السَّاعَةَ} على أنها شرطية مستأنفة، وفي جوابها وجهان:
أحدهما: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}، والشك الذي يحتمله الكلام مردود إلى العباد، أي: إن شكوا في مجيئها بغتة فقد جاء أشراطها فهلا توقعوها وتأهبوا لوقوعها مع دواعي العلم بذلك لهم إلى حال وقوعها.
والثاني: {فَأَنَّى لَهُمْ ... ذِكْرَاهُمْ}، على معنى: إدن تأتهم الساعة بغتة فكيف لهم ذكراهم؟ أي: تذكرهم واتعاظهم إذا جاءتهم الساعة، يعني لا تنفعهم الذكرى حينئذٍ، كقوله: {يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (?) وعلى هذا الوجه وهو أن يكولن جواب الشرط: {فَأَنَّى لَهُمْ}، وعلى قراءة الجمهور أيضًا يكودن قوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} متصلًا بإتيالن الساعة اتصال العلة بالمعلول، كما تقول: إن أكرمني فلان فأنا حقيق بالإكرام أكرمه.
و{بَغْتَةً}: مصدر في موضع الحال من المستكن في {أَنْ تَأْتِيَهُمْ} على القراءتين.