فإن قلت: كيف قيل: تقتلون من قبلُ، ولم يقل: تفعلون أَمْسِ؟ قلت: قيل: هذه حكاية الحال الماضية عن فعل الآباء، وتقريع للأبناء، لكونهم رضوا بفعلهم، قاتلهم الله، وأيضًا: فإن القوم يضعون المستقبل في مكان الماضي، وبالعكس إذا ارتفع اللبس، وقد ارتفع هنا بقوله: {مِنْ قَبْلُ}، فاعرفه (?).
{إِنْ كُنْتُمْ}: إن: حرف شرط، وجوابه {فَلِمَ تَقْتُلُونَ}، لأن مَن كان مؤمنًا لا يقتل أنبياء الله.
وقيل: إنّ (إنْ) هنا بمعنى (ما)، أي: ما كنتم مؤمنين (?).
{وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (92)}:
قوله عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ} اللام لام القسم.
{بِالْبَيِّنَاتِ}: يجوز أن تكون من صلة جاء، أي: جاء بسبب إقامة الدلالات الواضحات، وهي الآيات التسع التي أوتيت موسى - عليه السلام - على ما فسر (?). وأن تكون في موضع حال منه، أي: ملتبسًا بها.
{مِنْ بَعْدِهِ}: الضمير لموسى - عليه السلام -، وقيل: للمجيء، دل عليه (جاء)، كما تقول: من كذب كان شرًّا له، أي: الكذبُ شرًّا له.
{وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ} قد جوز أن تكون في موضع نصب على الحال، أي: عبدتم العجل وأنتم واضعون العبادة غير موضعها. وأن يكون اعتراضًا،