القول، أي: فدعا فقال، أو لأن الدعاء نوع من القول.
وقوله: {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} (رهوًا): مصدر في موضع الحال من البحر، أي: راهيًا، أي: ساكنًا على حاله، يقال: رَهَا الشيءُ يَرْهُو رَهْوًا، إذا سكن، فهو راهٍ. أو ذا رهو، فحذف المضاف. وعن المبرد: عيش راهٍ، أي: ساكن (?). أو منفرجًا، من قولهم: بئر رهوة ورهواء، إذا كانت واسعة، أي: اتركه مفتوحًا على حاله منفرجًا (?). وقيل: {رَهْوًا} أي: طُرُقًا متتابعة يتبع بعضها بعضًا، يقال: جاء القوم رهوًا، أي: متتابعين (?). وقيل: {رَهْوًا} أي: يابسًا، يقال: رها الشيء، إذا يبس، لقوله: {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا} (?). وقيل: هو مفعول ثان على تضمين التَّرْكِ معنى التصيير، أي: صَيِّرْهُ رهوًا (?).
وقوله: {إِنَّهُمْ} الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ: (أنهم) بفتحها (?)، على: لأنهم.
وقوله: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ} (كم) منصوبة بقوله: {تَرَكُوا}، أي: كثيرًا ترك الذين أغرقناهم في البحر.
{كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ