فينا، أو فعلنا ما أمرتنا به، و {طَائِعِينَ} نصب على الحال، وجاء بالياء والنون، لأنه وصفهما بصفات من يعقل كقوله: {سَاجِدِينَ} (?). وقيل: أخبر عنهما وعمن فيهما (?).

وقرئ: (آتيْنَا) بالمد (?)، قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون (آتينا) هنا فاعلْنا، كقولك: سارَعْنا وسابَقْنا، لا أفْعَلْنا، لأن فاعلْنا يتعدى إلى مفعول واحد، وأفعلنا يتعدى إلى مفعولين، فَحَذْفُ مفعول واحد أسهل من حذف مفعولين، انتهى كلامه (?).

وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} انتصاب قوله: {سَبْعَ} على البدل من الضمير في (قضاهن) الراجع إلى السماء. وقيل: انتصابه على الحال (?). ومعنى قضاهن: أتمهن وفرغ من خلقهن، يقال: قضيتُ الشيءَ، إذا أتممتَهُ وفرغتَ منه.

وقوله: {وَحِفْظًا} يجوز أن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله، أي: وحفظناها حفظًا، وأن يكون مفعولًا له عطفًا على آخر مثله هو مفعول له، أي: إنا زينا السماء الدنيا تحسينًا لها وحفظًا، وأن يكون في موضع الحال عطفًا على آخر مثله محذوف، أي: إنا زينا السماء الدنيا محسنين لها وحافظين إياها من السرقة، كقوله: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015