ذلك، وقرائن الأحوال تدل على ذلك، وتدل على صحة ما ذكرتُ قراءةُ من قرأ: (قبضتَهُ) بالنصب (?)، على إرادة الجار وهو (في)، وذَكَرَ هذه القراءةَ الزمخشريُّ وقال: جَعَلَها ظرفًا مشبهًا للمؤقت بالمبهم (?).

وقال المبرد: التقدير: والأرض قبضته إذا كانت جميعًا، كقولهم: "هذا بُسْرًا أطيبُ منه تمرًا" (?). أي: إذا كان. وأنشد:

559 - إِذَا المَرْءُ أَعْيَتْهُ المُرُوءَةُ نَاشِئًا ... فَمَطْلَبُهَا كَهْلَا عَلَيْهِ بَعِيدُ (?)

أي: إذا كان كهلًا.

وقال أبو علي في الحجة: التقدير: والأرضُ ذاتُ قبضتِهِ (?) إذا كانت مجتمعةً. وقال في "الحلبيات": التقدير: والأرضُ مقبوضة إذا كانت مجتمعة. والقَبْضَةُ: المرة من القَبْضِ، والقَبْضَةُ تكون بمعنى القُبْضَة تسمية للمفعول بالمصدر، كخلق الله، وصيد الصائد. والقُبضة بالضم المقدار المقبوض بالكف، والمراد بالأرض: الأرضون السبع، بشهادة قوله: {جَمِيعًا}. و {يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ظرف للقبضة.

وقوله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ} لأي ابتداء وخبر. و {بِيَمِينِهِ} يجوز أن يكون خبرًا بعد خبر، تعضده قراءة من قرأ: (مطوياتٍ) بالنصب (?) على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015