الجمع على أنه جنس، بشهادة خبره لأنه جمع، وهو قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}، وقراءة من قرأ: (والذين جاؤوا بالصدق وصدَّقوا به) وهو ابن مسعود رضي الله عنه (?)، وقيل: بل حذفت النون من (الذين) لطول الاسم (?). وقيل: المرادُ بالذي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- (?).

وقوله: {أُولَئِكَ} خبر عنه وعن كل من فعل فعله. وقيل: بل جُمع الخبر إجلالا وتعظيمًا له عليه الصلاة والسلام، كقوله: {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ} (?) على قول من جعل الضمير عائدًا على فرعون.

وقوله: {وَصَدَّقَ بِهِ} الجمهور على تشديد الدال وهو ظاهر، وقرئ: بتخفيفها (?)، وفيه وجهان، أحدهما: صَدَقَ الناس (?) به ولم يكذبهم به، على معنى: أنه أدَّاه إليهم كما نزل عليه، من غير تبديل ولا تحريف. والثاني: صار صادقًا به، أي: بسببه، لأنَّ القرآن معجزة (?).

وقوله: {لِيُكَفِّرَ اللَّهُ} يجوز أن يكون من صلة {الْمُحْسِنِينَ}، أي: أحسنوا عملهم لذلك، وأن يكون من صلة قوله: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ}، أي: أعطاهم ما يشاؤون لِيُكَفِّرَ عنهم، أي: ليكون ما أعطاهم تكفيرًا لذنوبهم.

{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015