و {حَيْثُ} يجوز أن يكون معمول (سَخَّرنَا)، وأن يكون معمول تجري.
و{أَصَابَ}: قصدَ وأرادَ في لغة حمير (?)، يقولون: أصاب الصواب وأخطأ الجواب (?). وعن رؤبة: أن رجلين من أهل اللغة قصداه ليسألاه عن هذه الكلمة، فخرج إليهما فقال: أين تصيبان؟ فقالا: هذه طلبتنا، ورجعا (?).
وقوله: {وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ}
(والشياطين) عطف على الريح، أي: وسخرنا له كل بَنّاء وغواص من الشياطين. {وَآخَرِينَ} عطف على {كُلَّ} داخل في حكم البدل، وهو بدل الكل من الكل. و {مُقَرَّنِينَ} صفة لآخرين، كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية، كقوله: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ} (?) ويغوصون له فيستخرجون له من اللؤلؤ. والأصفاد: جمع صَفَد، وهو القيد.
وقوله: {هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} اختلف في الباء في {بِغَيْرِ حِسَابٍ}: فقيل: من صلة {عَطَاؤُنَا}. وقيل في موضع الحال، وفي ذي الحال وجهان:
أحدهما: {عَطَاؤُنَا}، أي: هذا عطاؤنا كثيرًا واسعًا، وتعضد الوجهين قراءة من قرأ: (هَذَا فامنن أَوْ أَمْسِكْ عطاؤنَا بغير حساب) أعني تعلقه بـ {عَطَاؤُنَا} أو حالًا منه، وهو ابن مسعود -رضي الله عنه- (?).
والثاني: المنوي في {فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ}، أي: غير محاسَبٍ.