بخلاف الحروف، والوجه ما عليه الجمهور وهو أن (لات) أصلٌ بنفسها هي (لا) زيدت عليها التاء، كما زيدت على رُبَّ وثُمَّ حين قيل: رُبَّتَ وثُمَّتَ تأكيدًا لتأنيث الكلمة، وأكثر العرب على تحريك هذه التاء بالفتح في الدرج، وأما في الوقف: فمنهم من يقف بالتاء كما يقف على الفعل الذي يتصل به تاءُ التأكيد، وأيضًا فإن التغيير في الحروف قليل، وهو مذهب صاحب الكتاب رحمه الله وغيره من النحاة (?)، وعليه خط المصاحف. ومنهم من يقف عليها بالهاء كما يقف على الأسماء المؤنثة، وهو فذهب الكسائي وغيره (?).
وقال أبو عبيد (?): التاء في "الإمام" متصلة بالحاء لا بلا، والعرب تقول: جئتك تحين مجيئك، أي: حين مجيئك، قال أبو وجزة (?):
542 - العَاطِفُونَ تَحِينَ مَا مِنْ عَاطِفٍ ... والمُطْعِمُونَ زَمَانَ أيْنَ المُطْعِمُ (?)
والوجه هو الأول وعليه جل العرب، والنحاة، وأهل التأويل. وأما ما ذكره من أن في "الإمام" كذلك، فليس بحجة، لأن "الإمام" وقعت فيه أشياء خارجة عن قياس الخط وشهرتها تغني عن ذكرها (?).