وقوله: {فِي بَطْنِهِ} يجوز أن يكون من صلة (لبث)، وأن يكون حالًا من المنوي فيه. وكذا {إِلَى} يجوز أن يكون من صلة (لبث)، وأن يكون من صلة محذوف على أنه نعت لمصدر محذوف، أي: لبثًا كائنًا إلى يوم يبعثون.
وقوله: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} (أو) هنا عند المحققين من أصحابنا على بابه (?)، ومعناه الإبهام في مرأى الناظر، أي إذا رآهم الرائي قال: هؤلاء مائة ألف أو أكثر، والغرض: الوصف بالكثرة. وقيل: {أَوْ} بمعنى بل. وقيل: بمعنى الواو، والوجه هو الأول (?).
و{يَزِيدُونَ} خبر مبتدأ محذوف، أي: أو هم يزيدون. وقرئ: (ويزيدون) بالواو (?)، أي: وهم يزيدون على المائة، فالواو عاطفة جملة على جملة، ولا يجوز أن تعطف على {مِائَةِ}، لأن {إِلَى} لا تعمل في {يَزِيدُونَ}، ولا يجوز أن تعطف على ما تعمل فيه (إلى)، كما لا يجوز أن تقول مررت بقائم ويقعد، وأنت تريد بقائم وقاعد، فكذلك لا يجوز أن تعطف {يَزِيدُونَ} على {مِائَةِ} على أن يكون المعنى: وأرسلناه إلى مائة وزائد، ولا يجوز أيضًا أن يحمل على تقدير حذف موصوف على: وأرسلناه إلى مائة ألف وجمعٍ يزيدون، لفساد المعنى، وذلك أن المعنى يصير: وأرسلناه إلى جَمْعَيْنِ أحدهما: مائةُ ألفٍ، والآخر زائد على مائة ألف، وليس المعنى على ذلك، ولا جاء هذا عن أحد من أهل التأويل (?).