وقوله: {إِذْ قَالَ} (إذ) هذه بدل من الأولى، ويجوز أن تكون معمولة {جَاءَ} أو {سَلِيمٍ}. وقوله: {مَاذَا} يجوز أن تكون (ما) استفهامية و (ذا) بمعنى الذي، وأن يكون كلاهما اسمًا واحدًا، وقد مضى نظائره في غير موضع (?).

وقوله: {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} (إفكًا) مصدر قولك: أَفَكَ فُلانٌ يَأْفكُ أَفْكًا وإِفْكًا (?)، إذا كذب، وانتصابه يحتمل أوجهًا:

أن يكون مفعولًا به لتريدون، والتقدير: أتريدون إفكًا، ثم أوضح الإفك بقوله: {آلِهَةً} فأبدل منه على أنها إِفْكٌ في نفسها، ولك إن تقدر في الكلام حذف مضاف، والتقدير: أتريدون إفكًا عبادةَ آلهةٍ؟ فحذف المضاف، وإنما احتيج إلى هذا لأن {أَئِفْكًا} معنى و {آلِهَةً} عين، والموضِح ينبغي أن يكون مثل الموضَح.

وأن يكون في موضع الحال، إما من الفاعلين، وإما من المفعولين، وآلهة مفعول {تُرِيدُونَ}، والتقدير: أتريدون آلهة من دون الله آفكين، أو مأفوكًا فيها؟

وأن يكون مفعولًا له، أي: أتريدون آلهة من دون الله إفكًا؟ أي للإفك، قيل: وإنما قدم المفعول على الفعل للعناية، وقدم المفعول له على المفعول به، لأنه كان الأهم عنده أن يكافحهم بأنهم على إفك وباطل في شركهم، فاعرفه فإنه موضع (?).

والإفك: أسوأ الكذب، عن محمد بن يزيد وغيره (?).

و{مُدْبِرِينَ}: حال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015