والثاني: على معنى الإنكار، والأَلّ: الأنين. وقيل: المعنى. بل خلقت ما يتعجب منه، والله تعالى يخاطب الخلق بما يألفون ويعرفون من خطابهم، والعجب منه على خلافه منهم كما قال: {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} (?)، و {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} (?)، {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ} (?) وقيل: الفعل مسند إلى كل من بلغه إنكار المشركين البعث وتكذيبهم المُرْسَلَ -صلى الله عليه وسلم-، وغير ذلك مما يتعجب منه، على: أن هذا عَظُمَ عندي حتى بلغ منزلة يقال فيه: عجبت منه (?).
وقوله: {أَإِذَا مِتْنَا} أي: أَنُبْعَثُ إذا متنا؟ دَلَّ عليه {لَمَبْعُوثُونَ}، ولا يجوز أن يكون (إذا) معمولَ {لَمَبْعُوثُونَ} لما ذكر في غير موضع: أن ما بعد إن لا يعمل فيما قبله (?).
وقوله: {أَوَآبَاؤُنَا} عَطْفٌ على موضع (إنّ) واسمها، أو على الضمير في {لَمَبْعُوثُونَ}، وجاز ذلك من غير تأكيد، لأجل الفصل بهمزة الاستفهام، والتقدير: أَيُبْعَثُ أيضًا آباؤنا؟
وقرئ: بفتح الواو على أنه واو العطف، وبإسكانه (?)، على أنه أو الذي هو لأحد الشيئين أو الأشياء، أي: أَنُبْعَثُ نحن أو آباؤنا؟ مبالغة في الإنكار وزيادة في الاستبعاد، لأنهم أقدم، فَبَعْثُهم أبعد.
{وَقَالُوا يَاوَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ