الأصل ويل لنا، فحذفت اللام الأولى كراهة اجتماع المثلين.

وقرئ: (يا ويلتنا) بزيادة تاء (?)، على تأنيث الويل، كقوله: {يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ} (?)، و {يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ} (?)، فويلَةٌ كَعَيْلَةٍ (?).

وقوله: {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} (من) استفهام، أي: مَن أقامنا من موضع رُقادنا؟ وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-: (من أَهَبَّنا من مرقدنا) (?)، أي: من أيقظنا من رقودنا، أو من موضع رقودنا؟ المرقد هنا: يجوز أن يكون مكانًا، وأن يكون مصدرًا، مِن هَبَّ مِن نومه يَهُبُّ هَبًّا، إذا استيقظ، وأَهَبَّهُ غيرُهُ يهبُّهُ إِهَّبَابًا، إذا أيقظه، وأُنشد:

532 - أَلا أَيُّهَا النُّوَّام ويَحْكموا هُبُّوا ... نُسَائِلُكُمْ: هَلْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ الْحُبُّ (?)

وقرئ: (مَنْ هَبَّنَا) بغير همزة (?)، وفيه وجهان، أحدهما: بمعنى أَهَبَّنَا. والثاني أراد: هَبَّ بنا، بمعنى أيقظنا، فحذف الجار وأوصل الفعل، ولَعَمري هذا هو الوجه، لأن أحدًا من أهل اللغة لم يَحْكِ -فيما اطلعت عليه - هَبَّني بمعنى أيقظني، اللهم إلا أن يكون لُغية لم نطلع عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015