المجيب: بلى، أي: أَكرمتَه، وبلى هزمتَه، وفي التنزيل: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (?)، وفيه: {أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى} (?)، أي: بلى أنت ربنا، وبلى هذا الحق.

ولو أتيت بنعم هنا معتقدًا لكنت كافرًا، لأنه يصير المعنى: نعم لست بربنا ونعم ليس هذا بالحق. ولهذا لو قال قائل: أليس لي عندك كذا وكذا، فقال: بلى، للزمه ذلك، لأن المعنى: بلى لك عندي ما ذكرتَ، ولو قال: نعم، لم يلزمه شيء، لأنه يصير المعنى: نعم ليس لك عندي ذلك، فاعرفه (?).

ومذهب أهل البصرة: أن {بَلَى} بكمالها حرف. ومذهب أهل الكوفة: أن أصله (بل) زيدت عليه الألف، كما زيدت التاء على ثُمَّت ورُبَّت ونحوهما (?).

{مَنْ كَسَبَ}: من: شرطية في موضع رفع بالابتداء. {فَأُولَئِكَ}: الفاء وما اتصل به جواب الشرط. و (أولئك) ابتداء ثان، و {أَصْحَابُ النَّارِ} خبره، والجملة خبر عن المبتدأ الأول وهو {مَنْ}.

{هُمْ} مبتدأ، و {خَالِدُونَ} خبره، والظرف ملغى متعلق بالخبر، والجملة في موضع نصب على الحال من {أَصْحَابُ}، والعامل فيها معنى الإشارة، أو من {النَّارِ}، لأن في الجملة ضميرًا يعود عليها وهو {فِيهَا}، والعامل فيها معنى الإضافة، أو المصاحبة، وقد مضى الكلام على نحو هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا، فأغنى عن الإعادة هنا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015