أيضًا: الأرض الصلبة، وفي المثل: "مَنْ سَلَكَ الجَدَدَ أَمِنَ العِثَارَ" (?).

فإن قلت: الجَدَدُ مفرد وقد وصف بقوله: {بِيضٌ} وهو جمع؟ قلت: هو كقولهم: أهلك الناسَ الدرهمُ البيضُ، والدينارُ الصفرُ. و {بِيضٌ} صفة لجدد، و {وَحُمْرٌ} عطف على {بِيضٌ}.

وقوله: {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} فيه أوجه:

أحدهما: صفة لقوله: {جُدَدٌ} والضمير للجدد أي: ألوان الجدد، وهو تأكيد لقوله: {بِيضٌ وَحُمْرٌ}.

والثاني: صفة لقوله: (حُمْرٌ) والضمير للحمر، على: بعضها أشد حمرة، وبعضها أدون، وبعضها أوسط.

والثالث: {مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا} بدل من قوله: {جُدَدٌ}، والضمير للجبال، كأنه قيل: ومن الجبال مختلف ألوانها. ولا بد من تقدير حذف موصوف.

وقوله: {وَغَرَابِيبُ سُودٌ}، عطف على: {بِيضٌ} أو على {جُدَدٌ} على: ومن الجبال أثر ذو جدد ومنها ما هو على لون واحد {وَغَرَابِيبُ} وهو جمع غربيب، وهو الشديد السواد الذي هو على لون الغراب، عن أبي عبيدة وغيره (?).

وقوله: {سُودٌ} فيه أوجه:

أحدها: على التقديم والتأخير، والتقدير: وسود غرابيب، لأن العرب تقول: أسود غربيب، وأسود حالك، للذي أَبْعَدَ في السواد وأَغْرَبَ فيه، فتؤكد الأسود بالغربيب، ومن حق التأكيد أن يتبع المؤكد ولا يتقدم عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015