تكون شرطية، ومحلها على كلا التقديرين الرفع بالابتداء.
وقوله: {فَرَآهُ حَسَنًا} عطف على {زُيِّنَ}، والخبر أو الجواب محذوف، واختلف في تقديره: فقال أبو إسحاق: تقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فأضله الله ذهبت نفسك عليه حسرة، دل عليه {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} (?).
وقال غيره: تقديره: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فأضله الله كمن هداه الله؟ ثم حذف لدلالة {فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} عليه (?).
أو كمن لم يزين له، أو كمن آمن وعمل صالحًا، أو كمن علم الحسن من القبيح (?).
وقوله: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} الجمهور على فتح التاء في قوله: {فَلَا تَذْهَبْ}: ورفع قوله: {نَفْسُكَ} به على الفاعلية، وقرئ: (فلا تُذْهِبْ) بضم التاء من أذهب، ونصب قوله: (نَفْسَكَ) به على المفعولية (?).
وانتصاب {حَسَرَاتٍ} على كلتا القراءتين يحتمل أوجهًا:
أن يكون مفعولًا له، أي: فلا تَهْلَك نَفْسُك أو فلا تُهْلِك نَفْسَكَ للحسرات.
وأن يكون مصدرًا على المعنى، كأنه قيل: فلا تتحسر نفسك حسرة، ثم جمع لاختلافه كما جمع الظنون والحلوم (?).