قوله عز وجل: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (ما) يجوز أن تكون نافية والباطل الشيطان، عن قتادة (?)، أي: ما ينشئ خلقًا وما يعيده. وأن تكون استفهامية منصوبة المحل بما بعدها، أي: أي شيء ينشيء الباطل؟ وأي شيء يعيده؟
{قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ (50)}:
قوله عز وجل: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ} الجمهور على فتح اللام التي هي عين الفعل في الفعل الأول وكسر الضاد في الفعل الثاني، وقرئ: (ضلِلْتُ)، (أَضَلُّ) بكسر اللام وفتح الضاد (?)، وهما لغتان بمعنى، يقال: ضلَلْتُ أَضِلُّ، وضلِلْتُ أَضَلُّ. وحكي فيهما قراءة ثالثة: (إِضَلُّ) بكسر الهمزة مع فتح الضاد (?)، وقد ذكر وجه ذلك فيما سلف من الكتاب (?).
{وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51)}:
قول عز وجل: {وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ} خبر (لا) محذوف، أي: فلا فوت لهم.
وقوله: {وَأُخِذُوا} عطف على ما دل عليه {فَلَا فَوْتَ}، كأنه قيل: أحيط بهم وأخذوا، أو على لا فوت، على معنى: إذ فزعوا فلم يفوتوا وأُخذوا.