و {مِنْهُمْ} الخبر، أو بمنهم على رأي أبي الحسن. قال الزجاج: الأمي في اللغة: المنسوب إلى ما عليه حملته أمه (?)، أي: لا يَكتب، فهو في أنه لا يكتب على ما ولد عليه (?).
{لَا يَعْلَمُونَ}: في موضع رفع لكونه وصفًا لقوله: {أُمِّيُّونَ}، أي: غير عالمين.
{إِلَّا أَمَانِيَّ}: استثناء ليس من الأول، لأن الأماني ليس من جنس ما قبله. وهي جمع أمنية، وأصلها: أُمْنُوْيَةٌ، على وزن: أُفْعُولَة، كأرجوزة. وما كان على هذا الوزن فإنه يجمع على أفاعيل وأفاعل.
قيل: والمعنى: لا يعلمون التوراة {إِلَّا أَمَانِيَّ} إلا ما هم عليه من أمانيهم، وأن الله يعفو عنهم ويرحمهم ولا يؤاخذهم بخطاياهم، وأن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم، وما يُمَنِّيهم أحبارهم من أن النار لا تمسهم إلا أيامًا معدودةً، وما أشبه هذا مما ليس لهم أن يتمنوه (?).
وقيل: إلا أكاذيب مختلقة سمعوها من علمائهم فأخذوها تقليدًا. قال أعرابي لابنِ دَأْبٍ (?) وهو يحدث: أهذا شيء رويتَه أم تمنيته؟ أي اختلقته (?).