أحدهما: الجار وما جره، كقولك: دُفِع إلى زيد، إذا علم ما المدفوع، أي: أزيل الفزع عن قلوبهم
والثاني: مضمر دل عليه الكلام، أي: أزيل الفزع عن قلوبهم، أي: قلوب الشافعين.
وقرئ كذلك إلا أن الزاي مخففة (?)، وهو بمعنى فُزِّعَ.
وقرئ: (فَزَّعَ) بفتح الفاء والزاي مشددة (?) على البناء للفاعل، وهو الله جل ذكره، أي: كشف الله عن قلوبهم أو ما ثَمَّ من الحال، أي: كشف حاضر الحال عن قلوبهم، وإضمار الفاعل لدلالة الحال عليه كثير واسع في كلام القوم نثرهم ونظمهم، منه ما حكاه صاحب الكتاب -رحمه الله-: إِذَا كَان غَدًا فَأْتِنِي، أي: إذا كان ما نحن عليه من السلامة أو من الحال (?)، ومنه قول الشاعر، أنشده أبو زيد:
526 - فَإنْ كُنْتَ لا يُرْضِيكَ حَتَّى تَرُدَّني ... إِلى قَطَرِيِّ لا إِخَالُكَ رَاضِيًا (?)
فالفاعل هنا ما دلت عليه الحال، أي: إن كنت لا يرضيك ما جرى أو ما الحال عليه، ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ} (?) أي: بدا لهم رَأْيٌ أو بَدْوٌ.