وقوله: {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} عطف على {رَسُولَ اللَّهِ}، على معنى: ولكن كان خاتم النبيين، وقرئ: بكسر التاء (?)، على أنه اسم الفاعل من ختم فهو خاتِم، تعضده قراءة من قرأ: (ولكن نبيًا ختم النبيين) وهو ابن مسعود - رضي الله عنه - (?)، والمعنى معنى المضي، والإضافة محضة وليست في تقدير الانفصال.
وبفتحها (?)، على أنه مصدر على معنى: ولكن رسول الله وخَتْمَ النبيين، كذا ذكرْ بعض المعربين (?). وقيل: هو فعل كقاتل وضارب، على: خَتَمَهُمْ (?). وقيل: هو اسم كالطابع، ولكن رسول الله وآخر النبيين، على معنى: أنه عليه الصلاة والسلام خُتِم به النبيون لا نبي بعده (?). ويجوز في الكلام رفعه على معنى وهو خاتمهم، وعن الفراء: أنه قد قرئ به (?).
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44) يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}: