قوله عز وجل: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ} (كان) هنا مزيدة، وأن وما اتصل بها في تأويل المصدر، وموضعه رفع فاعل {يَنْبَغِي}.

والجمهور على فتح النون وكسر الخاء على البناء للفاعل، وقرئ: (أنْ نُتَّخَذَ) بضم النون وفتح الخاء (?) على البناء للمفعول (?). وبعد، فإن اتخذ فعل يتعدى إلى مفعول واحد، كقولك: اتخذ وليًا. وإلى مفعولين كقولك: اتخذ فلانًا وليًا، وفي التنزيل: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ} (?) فعداه إلى مفعول واحد كما ترى، و (من الأرض) صفة لـ (آلهة). وفيه: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} (?) فعداه إلى مفعولين كما ترى.

فإذا فهم هذا، فاتخذ على قراءة الجمهور متعد إلى مفعول واحد وهو {مِنْ أَوْلِيَاءَ}، و {مِنْ دُونِكَ} في موضع نصب على الحال من {أَوْلِيَاءَ} لتقدمه عليه، والأصل: أن نتخذ أولياء كائنين من دون الله على الصفة، فلما قدمت عليه انتصب على الحال، كقوله:

479 - لِعزةَ مُوحِشًا طَلَلٌ قَديمُ ... . . . . . . . . . . . (?)

وزيدت {مِنْ} في {أَوْلِيَاءَ} لتأكيد معنى النفي، كقوله: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ} (?).

وعلى القراءة الأخرى متعد إلى مفعولين، فالأول ما بني له الفعل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015