المضاعفة، وأن المراد بها عدم الرؤية في مثل تلك الظلمات، فحملهم ذلك على مخالفة أصل وضعها، فقالوا: ببادئ الرأي ما قالوه من غير إنعام النظر وإعمال الفكر، وادعوا لها في الماضي ما لا تستحقه، وتركوا النظر في (إذا) وما فيها من معنى الشرط والجزاء، ولَمَّا تدبرتُ معنى الآيتين وكيف وجه الجمع بينهما، وجدته واحدًا جاريًا على الأصل، وهو خلاف آرائهم، ووجدت (كاد) في الآيتين على أصلها الخاص بها لم تنتقل عنه، فحمدت الله سبحانه على توفيقي للتنبيه لها، والإبانة عن حقيقتها، وذلك أن (إذا) هذه لا يليها إلا الأفعال المستقبلة؛ لتضمنها معنى الشرط والجزاء كما تضمنته (إن) الشرطية، نحو قول الشاعر:

476 - إِذَا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْكُ أَصْوِرَةً ... والعَنْبَرُ الوَرْدُ مِنْ أَرْدَانِهَا شَمِلُ (?)

وقول الآخر:

477 - وَإِذَا تَكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لَهَا ... وإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015