وقرئ: (بقيعاة) بألف بعد العين وتاء مدورة (?)، وفيها وجهان، أحدهما: أن الألف ناشئة من فتحة العين حين أشبعت. والثاني: أنها مثل قولهم: رجل عِزْهٌ وعِزْهَاةُ، للذي لا يقرب النساء واللهو، فهذا فِعْل وفِعْلَاة بمعنى، وتلك فِعْلَةٌ وفِعْلاة بمعنى، ولا فرق بينهما غير تاء مدورة، وذه مما لا يُعبأ به.
وقرئ أيضًا: (بقيعات) بتاء ممدودة (?)، وهي جمع قيعة كديمات وقيمات، في ديمة وقيمة.
وقوله: {يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} محل الجملة جر على أنها صفة لسراب، أي: يخال العطشان ذلك السراب ماء، وخص الظمآن [بالذكر] لشدة حاجته إلى الماء.
وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا} الضمير المستكن في {جَاءَهُ} للمضروب به المثل {الظَّمْآنُ}، وفي البارز وجهان، أحدهما: لما حسب أنه ماء. والثاني: [المكان الذي] فيه السراب. فإذا فهم هذا، فقوله جل ذكره: {شَيْئًا} على الوجه الأول: مفعول ثانٍ لقوله: {لَمْ يَجِدْهُ}، أي حتى إذا جاء إلى ما حسب أنه ماء لم يجده شيئًا مما حسبه. وعلى الثاني: منصوب على المصدر، أي حتى إذا جاء المكان الذي فيه السراب، لم يجد ذلك المكان الموصوف وجودًا، فـ {شَيْئًا} هنا واقع موقع وجودًا ووجدانًا، وكلاهما مصدر وَجَدَ الضالةَ وجودًا ووجدانًا، إذا أصابها، ونحوه قوله:
475 - فعاديت شيئًا. . . . ... . . . . . . . . . . (?)