{عَلَى وَجْهِهِ}: حال من المستكن في {انْقَلَبَ}، أي: عائدًا إلى ما كان عليه من الكفر، أي: متوجهًا إليه على ما فسر (?)، لأن الإعراب تابع للمعنى.

وقوله: {خَسِرَ الدُّنْيَا} يجوز أن تكون مستأنفة، وأن تكون في موضع الحال وقد معه مرادة، تعضده قراءة من قرأ: (خَاسِرَ الدنيا والآخرةِ) بالنصب (?)، وهما مجاهد وحميد بن قيس (?)، جعلاه اسم الفاعل، وهو منصوب على الحال من المنوي في {انْقَلَبَ}، أي: انقلب على وجهه خاسرًا. وقد جوز أبو الفتح: أن تكون الجملة التي هي {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ} على قراءة الجمهور بدلًا من قوله: {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ}، فكأنه قال: وإن أصابته فتنة خسر الدنيا والآخرة (?).

وقرئ أيضًا: (خاسرُ الدنيا والآخرة) بالرفع (?)، وفيه وجهان - أحدهما: هو فاعل الفعل الذي هو {انْقَلَبَ}، على وضع الظاهر موضع المضمر، والثاني: خبر مبتدإٍ محذوف.

{يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (14)}:

قوله عز وجل: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ} اختلفت النحاة في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015