وقرئ: (نُنْجِيْ) بنونين الأولى هي حرف المضارعة، والثانية فاء الفعل مع تخفيف الجيم (?).

وقرئ: (نُجِّيْ) بنون واحدة وتشديد الجيم وإسكان الياء (?)، وفيه أوجه:

أحدهما: أنه فعل ماض مبني للمفعول مسند إلى مصدره، وإسكان يائه تخفيف و {الْمُؤْمِنِينَ} نصب، لأنه المفعول الثاني، أي: نجي النجاء المؤمنين، كقولك: ضُرِبَ الضربُ زيدًا وأنشد:

446 - وَلَوْ وَلَدَتْ قفيرَةُ جرْوَ كَلْبٍ ... لَسُبَّ بِذَلِكَ الجرْوِ الكِلَابَا (?)

أي: لَسُبَّ السَّبُّ، وهذا فيه ما فيه، لأن المصدر إنما يقام مقام الفاعل عند عدم المفعول به، أو اشتغاله بحرف الجر مع ما في إسكان الياء أيضًا من البعد.

والثاني: أنه فعل مستقبل، إلا أن النون الثانية أدغمت في الجيم بعد قلبها جيمًا، وهذا ضعيف، لأن النون تُخفَى عند الجيم، ولا تدغم فيها.

والثالث: أن أصله: نُنَجي بنونين، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، فحذفت الثانية كراهة اجتماع المثلين، كما حذفت إحدى التاءين من {وَلَا تَفَرَّقُوا} (?) و {تَسَاءَلُونَ} (?) وشبههما، فبقي (نجي) كما ترى، وهذا أقرب الأوجه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015