وقوله: {فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا} انتصاب قوله: {شَيْئًا} إما على المصدر، أي: شيئًا من الظلم، أو على أنه مفعول ثان لـ {تُظْلَمُ}.

وقوله: {وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ} قرئ: (مِثقالَ) بالنصب (?) على كان الناقصة، أي: وإن كان الشيءُ أو الظلامةُ مثقالَ حبة. فإن قلت: لو كان المنوي فيها للظلامة لقيل: كانت. قلت: ذُكِّر حملًا على المعنى، لأن الظلامة والظلم بمعنى.

وقرئ: (مِثقالُ) بالرفع (?) على كان التامة، كقوله: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} (?)، أي: وإن وقع مثقال حبة. {مِنْ خَرْدَلٍ}: في موضع الصفة ولـ {مِثْقَالَ}، أو لـ {حَبَّةٍ}.

وقوله: {أَتَيْنَا بِهَا} الجمهور على قصر (أتينا) بمعنى جئنا بها، تعضده قراءة من قرأ: (جئنا بها) وهو أبي - رضي الله عنه - (?).

وقرئ: (آتينا بها) بالمد (?)، بمعنى: جازينا {بِهَا}، فهو فَاعَلْنَا، ولا يكون أفعلنا، إذ لو كان كذلك للزم حذف الباء من {بِهَا}، لأن أفعلنا لا يتعدى بحرف جر. قال أبو الفتح: ومضارع آتينا بها نُؤَاتِي مُؤَاتَاةً، وأنا مُؤَاتٍ، وهو مُؤَاتىً، ومن قال: ضارَبْتُ ضِرَابًا، قال: إِتَاءً، ومن قال: ضِيرابًا، قال: إِيتَاءً، انتهى كلامه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015