وقرئ أيضًا: (لن نُخْلِفَه) بالنون وكسر اللام (?)، على معنى: لن نُخْلِفَكَهُ، أو: لن نخلفك إياه، فحذف المفعول الأول. وهو في جميع الأوجه: صفة لقوله: {مَوْعِدًا}.
وقوله: {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} الجمهور على فتح الظاء، وقرئ: (ظِلْتَ) بكسرها (?)، وهما لغتان، والأصل: ظَلِلْتَ بلامين، الأولى مكسورة فحذفت الأولى كراهة التضعيف والكسر، وبقيت الظاء على فتحها، ومن كسر الظاء حذف اللام الأولى لما ذكر آنفًا، ونقل حركتها إلى الظاء بعد إزالة حركتها، لأنها لا تتحرك بحركة وهي متحركة بأخرى. و {عَاكِفًا} خبر {ظَلْتَ} وليس بمنصوب على الحال.
وقوله: {لَنُحَرِّقَنَّهُ} الجمهور على ضم النون، وفتح الحاء وكسر الراء مشددًا، بمعنى الإحراق بالنار، وبه قرأ ابن القعقاع: (لَنُحْرِقَنَّهُ) بضم النون وإسكان الحاء، وكسر الراء مخففًا (?)، غير أنَّ في التشديد معنى الكثرة، وعن الشيخ أبي علي (?): (لَنُحَرِّقَنَّهُ) في قراءة الجمهور، أنه يجوز أن يكون حَرَّق مبالغة في حَرَقَ الحديد، إذا برده بالمبرد لِيَتَحَاتَّ، وعليه قراءة من قرأ: (لَنَحْرُقَنَّهُ) بفتح النون وإسكان الحاء وضم الراء، وهما ابن عباس وعلي بن أبي طالب رضوان الله عليهم (?).