وقوله: {حُمِّلْنَا أَوْزَارًا} قرئ: (حَمَلْنا) بفتح الحاء والميم مخففًا (?)، على إسناد الفعل إليهم وتعديته إلى مفعول واحد وهو {أَوْزَارًا}.
وقرئ: (حُمِّلنا) بضم الحاء وكسر الميم مشددًا (?)، على البناء للمفعول وتعديته إلى مفعولين، أحدهما: القائم مقام الفاعل وهو الألف والنون، والثاني: باق على أصله وهو {أَوْزَارًا}، وذلك أن (حَمَل) فعل يتعدى إلى مفعول واحد، فإذا ضوعفت عينه تعدى إلى مفعولين، نحو: حمل فلان الشيء وحَمَّلْتُه إياه، قال جل ذكره: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} (?). والقراءتان متقاربتان، لأنهم إذا حُمِّلُوا حَمَلُوا. والأوزار: الأثقال من حُلِي القبط. وقيل: الأوزار: الآثام (?).
وقوله: {فَكَذَلِكَ} محل الكاف النصب على النعت لمصدر محذوف، أي: إلقاء مثل ذلك.
وقوله: {فَنَسِيَ} في فاعل الفعل وجهان:
أحدهما: موسى - عليه السلام -، على معنى: أن موسى نسي إلهه ها هنا وذهب يطلبه عند الطور، أي: تركه، ويجوز أن يكون من النسيان الذي هو ضد الذكر، وهو في كلا التأويلين حكاية عن قول السامري.
والثاني: السامري، أي: نسي السامري. أي: فترك ما كان عليه من الإيمان، وهو استئناف كلام من الله جل ذكره.