وإن جعلت {مَكَانًا} مفعولًا ثانيًا لقوله: {فَاجْعَلْ} كان {مَوْعِدًا} مكانًا، ولا يجوز انتصابه بالموعد على أنه مفعول، لأنه مصدر قد وصف بقوله: {لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ} والأسماء التي تعمل عمل الفعل إذا وصفت أو صغرت لم تعمل عمل الفعل، لخروجها بهما عن شبه الفعل، هذا مذهب صاحب الكتاب - رحمه الله - وموافقيه (?)، وهذا على قراءة من رفعه وهو الجمهور، وأما من قرأ: (لا نُخْلِفْهُ) بالجزم (?)، فعلى جواب الأمر، وهو قوله: {فَاجْعَلْ}.
و{سُوًى}: صفة للمكان، وقرئ: بكسر السين وضمها (?)، وهو أكثر في الصفات، أعني الضم، نحو قولك: مَالٌ لُبَدٌ، ورجل حُطَمٌ، وأما فِعَلٌ: فيقل في الصفات ومثله: قومٌ عِدىً.
والجمهور على تنوينه وهو الوجه، لأنه وَصْفٌ على فِعَلٍ أو فُعَلٍ وكلاهما مصروف، وقرئ: (سُوى) بترك التنوين (?) على إجراء الوصل مجرى الوقف، لا أعرف له وجهًا سواه.
{قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)}:
قوله عز وجل: {مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ} الجمهور على رفع قوله: {يَوْمُ الزِّينَةِ} فـ {مَوْعِدُكُمْ} مبتدأ، و {يَوْمُ الزِّينَةِ} خبره، وهو على هذه القراءة،