قوله عز وجل: {أَرَاغِبٌ أَنْتَ} (أراغبٌ) مبتدأ، و {أَنْتَ} مرفوع به على أنه فاعل، وقد سدت مسد الخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لكونها قد اعتمدت على الهمزة التي معناها التوبيخ (?).

{عَنْ آلِهَتِي}: أي: عن عبادتها، فحذف المضاف للعلم به، وهنا تمام الكلام، ويجوز أن يكون تمامه {يَاإِبْرَاهِيمُ}.

وقوله: {لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} (لأرجمنك) جواب قسم محذوف وقد أغنى عن جواب الشرط، أي: لَئِن لم تنته عن عيب آلهتي وشتمها، والله لأرمينك بالحجارة أو بالقول القبيح.

{وَاهْجُرْنِي}: عطف على محذوف يدل عليه {لَأَرْجُمَنَّكَ} , لأنه تهديد ووعيد، كأنه قال: فاحذرني واهجرني. و {مَلِيًّا}: ظرف له، أي: وتباعد عني زمانًا طويلًا، من الملاوة، وهي الحِين (?). أو حال من المنوي فيه، يعضده قوله الحسن وقتادة: {مَلِيًّا} سالمًا (?)، أي: تباعد عني سالمًا قبل أن أنالك بمكروه. وقول ابن عباس: سويًا سليمًا من عقوبتي (?). والملي على هذا: المتمتع بالحياة الدنيا، يقال: تمليت فلانًا، إذا تمتعت به. أو المطيق، من قولهم: فلان ملي بهذا الأمر، إذا كان كامل الأمر فيه، مضطلعًا به، عن الرماني وغيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015