وقيل: الصفر المذاب، عن قتادة (?). وكل ذلك إذا أذيب قَطَر كما يقطر الماء، والمختار الوجه الأول وهو المشهور في اللغة، وهو قول: ابن عباس وغيره - رضي الله عنهما - (?).
{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)}:
قوله عز وجل: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوه} قرئ: (فما اسطاعوا) بالطاء مخففة (?)، وأصله استطاعوا، فحذف التاء تخفيفًا كراهة اجتماعهما، لأن التاء قريبة المخرج من الطاء، فكأنهما مثلان لذلك.
وقرئ: (فما اسطّاعوا) مشددة الطاء (?) على إدغام التاء فيها بعد قلبها طاء، وقارئه جامع بين الساكنين على غير الحد، والذي جوز ذلك ارتفاع اللسان عن المدغم والمدغم فيه ارْتِفاعةً واحدةً، كارتفاعه عن المتحرك. والمعنى: ما قدروا على أن يعلوا السد ويصعدوه لارتفاعه وانملاسه، وما استطاعوا له نقبًا لصلابته وثخانته. و {نَقْبًا}: مفعول به.
{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)}:
قوله عز وجل: {هَذَا رَحْمَةٌ} الإشارة إلى السد، أو إلى العمل، أي: