قوله عز وجل: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} (من لدنا) يجوز أن يكون متعلقًا بقوله: {وَعَلَّمْنَاهُ}، وأن يكون حالًا من {عِلْمًا} لتقدمه عليه، و {عِلْمًا} مفعول به ثان لِعَلَّمْنا، وهو من العلم الذي يتعدى إلى مفعول واحد (?)، كقوله: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} (?) ولو كان مصدرًا لكان تعليمًا (?).

{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67)}:

قوله عز وجل: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} قرئ: (رَشَدًا) بفتحتين و {رُشْدًا} بضمة وسكون (?). وهما لغتان بمعنى. وفي نصبه وجهان:

أحدهما: مفعول له متعلق بقوله: {هَلْ أَتَّبِعُكَ} أي: هل أتبعك للرشد؟ أي: لطلب الرشد.

والثاني: مفعول به ثان لـ {تُعَلِّمَنِ}، والتقدير: هل أتبعك على أن تعلمني رشدًا مما عُلِّمْتَهُ؟ أي: علمًا ذا رشد أنتفع به في ديني، فحذف الضمير في {عُلِّمْتَ} الراجع إلى الموصول، وهو المفعول الثاني لـ {عُلِّمْتَ}. ولا يجوز أن يكون المفعول الثاني، أعني الرد لـ {عُلِّمْتَ} لبقاء الموصول بلا راجع.

وقوله: على الوجه الأول: في موضع الحال من الكاف في {هَلْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015