كالمشرق والمغرب والمطلع والمنسك من يفعل (?).

وقوله: {أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا} عطف على {حَتَّى أَبْلُغَ}، وفي {أَوْ} وجهان، أحدهما: أنها لأحد الشيئين، بمعنى أسير حتى يقع إما لقاء الخضر بمجمع البحرين، وإما السير حتى أصل إليه. والثاني: أنها بمعنى إلَّا أنْ، أي: إلا أن أمضي زمانًا أتيقن معه فوات مجمع البحرين.

والمجمع مفعول به لا ظرف كما زعم بعضهم (?)، لأنه مخصوص، والفعل الذي قبله متعد وليس ثَم مفعول سواه، ولا يحسن معه (في) إلا على تكلف وتعسف.

واختلف في الحُقُب، فقيل: ثمانون سنة. وقيل: سبعون سنة. وقيل: زمان غير محدود. وقيل: الدهر (?). وهو منصوب لكونه ظرف زمان للمضي.

{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}:

قوله عز وجل: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا} (بين) ظرف أضيف إليه على الاتساع، كقوله: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} (?). وقد جوز أن يكون بمعنى الوصل، أي: مجمع وصلهما (?).

وقوله: {نَسِيَا حُوتَهُمَا} نُسب إليهما وهو في الحقيقة لأحدهما وهو فتاه، بدليل قوله: {آتِنَا غَدَاءَنَا}، وقوله: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ} (?)، وفيه وجهان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015