كان على فَعَل يَفْعِلُ فالمصدر مفعَل بفتح العين في الأمر العام، والزمان والمكان مفعِل بكسر العين. والمصدر مضاف إلى الفاعل، أي: وجعلنا لهلاكهم موعدًا، أو إلى المفعول من غير أن يذكر معه الفاعل، كقوله: {مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ} (?) أي: من دعائه الخير على ما حكي من أن تميمًا يقولون: هلكني زيد (?)، كأنهم جعلوه من بابِ شجب فلان وشجبته، وسكب الماء وسكبته، أي: وجعلنا لهلاكنا إياكم موعدًا.

وقرئ بفتح الميم وكسر اللام (?) وهو مصدر أيضًا كالمرجع، والوجهان في إضافته جائزان، أو زمان، أي: لوقت هلاكهم، والموعد وقت أو مصدر.

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}:

قوله عز وجل: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ} أي: واذكر يا محمد إذ قال موسى لعبده. وقيل: هو يوشع بن نون، وكان يصحبه ويسعى في حاجته، فلذلك قيل: فتاه. وقيل: كان يأخذ منه العلم (?).

وقوله: {لَا أَبْرَحُ} فيه وجهان، أحدهما: هي الناقصة بمعنى: لا أزال، وفي خبرها وجهان:

أحدهما: محذوف، وإنما حذف لأن الحال والكلام معًا يدلان عليه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015