هذه الجملة حكم المفرد في قولك: زيد غلامك، في أنه هو المبتدأ في المعنى، وذلك أن قوله: {اللَّهُ رَبِّي} هو الشأن الذي هو عبارة عنه، فلما كانت هذه الجملة هي نفس المبتدأ لم تحتج إلى راجع إليها منها.

ولا يجوز أن يكون {هُوَ} مبتدأ ثانيًا و {اللَّهُ} خبره، و {رَبِّي} صفة لله جل ذكره، والجملة خبر (أنا)، والراجع منها إليه ياء الضمير كما زعم بعضهم (?)، لأن ضمير الشأن لا يكون مفسره إلا جملة، كقولك: هو زيد منطلق، {إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا} (?) ولا أن يكون اسم الله بدلًا من {هُوَ}، و {رَبِّي} الخبر كما زعم بعضهم (?) أيضًا لما ذكرت آنفًا.

فإن قلت: هل يجوز أن تكون {لَكِنَّا} هنا هي المشددة الناصبة كالتي في قوله عز وجل: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} (?)، {وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (?) قلت: لا، لأن {لَكِنَّا} هذه لو كانت تلك، لما جاز وقوع الضمير المرفوع بعدها، وتعضده أيضًا قراءة من قرأ: (لكن أنا هو الله ربي) على الأصل وهو أبي بن كعب - رضي الله عنه - (?) وقراءة من قرأ: (لكن أنا لا إله إلا هو ربي) وهو عبد الله - رضي الله عنه - (?)

وأكثر القراء على حذف ألف {لَكِنَّا} في الوصل، وعلى إثباتها في الوقف، لأن الاسم من (أنا) عند البصريين هو الهمزة والنون، والألف زيدت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015