على: نضرب القوانسا، فقد أبعدت المتناول وهو قريب، حيث أبيت أن يكون أحصى فعلًا، ثم رجعت مضطرًا إلى تقديره وإضماره (?).

{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}:

قوله عز وجل: {إِذْ قَامُوا} (إذ) ظرف لـ (زدنا) أو لـ (ربطنا)، ومعنى {وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ} أي: وقوينا قلوبهم على إتمام ما نووا، وقيل: ثبتنا قلوبهم وألهمناها الصبر (?).

وقوله: {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} يجوز أن يكون مفعول القول، وأن يكون نعتًا لمصدر محذوف، أي: قولًا شططًا، والأصل: قولًا ذا شطط، وهو الجور والإِفراط في الظلم والإِبعاد فيه، من شَطَّ، إذا بعد، وشط أيضًا وأشط، إذا جار. وعن أبي عمرو: الشطط مجاوزة القدر في كل شيء (?).

{هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}:

قوله عز وجل: {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا} (هؤلاء) رفع بالابتداء، و {قَوْمُنَا}: عطف بيان، والخبر {اتَّخَذُوا} أو {قَوْمُنَا} الخبر، و {اتَّخَذُوا} خبر بعد خبر (?).

وقوله: {لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ} {لَوْلَا} بمعنى هَلَّا وَهُوَ تحضيض،