وقوله: {ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} (وكيلًا) مفعول {تَجِدُ}، والضمير في {بِهِ} للمذهوب به وهو القرآن، أي: لا تجد بعد الذهاب به مَن يتوكل علينا باسترداده وإعادته محفوظًا مستورًا (?).
{إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا (87) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (88)}:
قوله عز وجل: {إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} في نصب قوله: {رَحْمَةً} وجهان:
أحدهما: نصب على الاستثناء المنقطع، أي: ولكن رحمة كائنة من ربك أدركته فبقي في قلبك.
والثاني: مفعول له، أي: بقيناه في صدرك رحمة، أي: لأجل الرحمة (?).
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (89)}:
قوله عز وجل: {فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} نصب بـ (أَبَى) على أنه مفعول به، و (أَبَى) فيه معنى النفي، ولذلك أتى بعده (إلا) مَيْلًا إلى المعنى، كأنه قيل: فلم يرضوه إلا كفورًا، أي: جحودًا للحق، وقيل: هو مصدر (?) وفعله مقدر على: فأبى أكثر الناس إلا أن يكفروا كفورًا، والوجه هو الأول لمن تأمل.