قوله عز وجل: {مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا} الرزق بكسر الراء: المرزوق، وبفتحها: المصدر، وقد يكون بكسر الراء بمعنى المصدر، فإن أردت المصدر نصبت به {شَيْئًا} على أنه مفعول به، والتقدير: لا يملك أن يرزقهم شيئًا (?)، والفاعل يحذف لدليلٍ الحال عليه، والأصل: ما لا يملك لهم رزقًا هو شيئًا، على أن يكون (هو) فاعل {رِزْقًا} كزيد في قولك: أعجبني ضرب زيد عمرًا.
وإنّ أردت المرزوق كان {شَيْئًا} بدلًا منه، بمعنى: لا يملك لهم رزقًا قليلًا ولا كثيرًا (?).
أو منصوبًا على المصدر على أن يكون واقعًا موقع ملكًا، كأنه قيل: لا يملك لهم رزقًا ملكًا، على وجه التوكيد، كقوله: {لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} (?) أي: ضرًا (?).
وقوله: {مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من صلة الرزق إن جعلته مصدرًا، أي: من المطر والنبات، وإنْ جعلته مرزوقًا كان في موضع الصفة، أي: كائنًا منهما.
وقوله: {لَا يَسْتَطِيعُونَ} مستأنف، أي: وهم لا يستطيعون، وجُمع على معنى {مَا} بعد ما قيل: {لَا يَمْلِكُ} على اللفظ.
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)}: